دوافع النشاط الاقتصادي في ظل اقتصاد السوق


دوافع النشاط الاقتصادي في ظل اقتصاد السوق


نبين في هذا المطلب عوامل توجيه النشاط الاقتصادي وكيفية توزيع الدخول الناتجة في هذا النشاط، وذلك من خلال الفرعين التاليين: الفرع الأول: عوامل توجيه النشاط الاقتصادي، والفرع الثاني: كيفية توزيع الدخول الناتجة في ظل اقتصاد السوق.

عوامل توجيه النشاط الاقتصادي :


يدفع الأفراد إلى اختيار نوع النشاط الاقتصادي الذي يساهمون به في عمليات الإنتاج فرص الربح المهيأة أمامهم. فدافع الربح هو الموجه لحركة النشاط الاقتصادي في النظام الرأسمالي. فكل فرد يسعى إلى تحقيق أكبر ربح ممكن بأقل تضحية ممكنة. وجهاز الأثمان في النظام الرأسمالي هو الذي ينظم النشاط الاقتصادي حيث يرشد الأفراد إلى فرص الربح الموجودة في المجالات المختلفة. فالنشاط الاقتصادي في النظام الرأسمالي يخضع أساسا لقوى السوق العرض والطلب) وجهاز الأثمان هو الذي يربط بين العرض والطلب، فهو الأداة الفعالة في إيجاد التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.

فارتفاع الأثمان يؤدي إلى زيادة أرباح المنتجين، الأمر الذي يدفعهم إلى التوسع في الإنتاج فتزداد الكمية المعروضة على نحو قد يؤدى إلى وقف ارتفاع الأثمان وربما إلى انخفاضها. ويستفيد من ذلك المستهلكون بحصولهم على السلع التي تناسب تفضيلاتهم.

والأثمان هي التي تحدد كيفية توزيع عوامل الإنتاج على القطاعات الإنتاجية المختلفة حسب رغبات المستهلكين. فازدياد طلب المستهلكين على سلعة من السلع يؤدي إلى ارتفاع ثمنها وزيادة أرباح منتجيها والتوسع في إنتاجها. ونقص طلب المستهلكين على سلعة من السلع يؤدي إلى انخفاض ثمنها ونقص أرباح منتجيها وانكماش إنتاجها أو توقفه.

وقد ينذر ارتفاع الأثمان بزيادة الندرة النسبية للسلعة ويدفع بالتالي إلى تخفيض الكميات المستهلكة منها. فدور الأثمان في تحديد الاستهلاك لا يقل عن دورها في تنظيم الإنتاج حيث يحدد المستهلكون نوع السلع التي يطلبونها و الكميات المطلوبة من آل منها في ضوء أثمانها. فالطلب الكلي ينخفض بارتفاع الأثمان ويرتفع بانخفاضها.

وارتفاع أثمان بعض السلع وانخفاض بعضها الآخر يؤدي إلى تحویل عوامل الإنتاج من الصناعات التي انخفضت أثمان منتجاتها إلى الصناعات التي ارتفعت أثمان منتجاتها، وعلى هذا النحو يتم توجيه الموارد الاقتصادية حسب تفضيلات الأفراد تطبيق لمبدأ سيادة المستهلك. ويشترط لقيام جهاز الأثمان بدوره في توجيه النشاط الاقتصادی طبقا لرغبات المستهلكين أن تتمتع عوامل الإنتاج بحرية الانتقال بين فروع الإنتاج المختلفة.

كيفية توزيع الدخول في ظل اقتصاد السوق : 


تلعب الأثمان أيضا دورا رئيسيا في التوزيع الأولى للدخل القومي بين عوامل الإنتاج التي ساهمت في العمليات الإنتاجية في صورة فوائد لأصحاب رأس المال وأجور للعمال وأرباح للمنظمين وريع لملاك الأراضي. فتوزيع الدخل القومي في صورة مكافآت لعوامل الإنتاج يتم على أساس حركات أثمان عوامل الإنتاج وهي تتأثر بعرض وطلب كل عامل منها.

والربح هو الفرق بين ثمن المنتجات النهائية وثمن عناصر الإنتاج، والأجر اهو ثمن قوة العمل التي يبذلها العامل في الإنتاج ويتوقف على عرض العمل من جانب العمال والطلب عليه من جانب أصحاب الأعمال، والفائدة هي الثمن الذي يدفع لممول رأس المال.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -